تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.

القيادة الحاسمة في مشهد إعالمي متزايد التعقيد

استقطبت النسخة الثانية من الكونغرس العالمي للإعلام في أبوظبي، الذي نظمته مجموعة أدنيك ووكالة أنباء الإمارات (وام)، أكثر من 23 ألف إعلامي وخبير ومتخصص وزائر. وشهد هذا الحدث الفريد مشاركة 257 علامة تجارية إعلامية وممثلين من 172 دولة مختلفة، مما يجعله تجمعاً عالمياً مؤثراً في صناعة الإعلام.
 
بــرز خالل الأيــام الثلاثــة للكونغــرس العالمــي للإعالم لعـام 2023 عـدد مـن الموضوعـات الجوهريـة أهمهــا: مــا هــو دور الــذكاء الاصطناعــي عمومــًًا، ولاســيما الــذكاء الاصطناعــي التوليــدي فــي مجالنــا الإعالمــي؟ وكيــف أثــر ذلــك علــى معركتنــا المسـتمرة ضـد المعلومـات المضللـة؟ كيـف يمكـن للعلامـات التجاريـة الإعالميـة أن تفهـم الجمهـور مـن خلال البيانــات خاصــة الأجيــال الشــابة ذات التفضــيالت ســريعة التطــور؟ هــل تحولــت الصحافــة الرياضيــة تمامــًًا؟ وهــل كان هــذا التحــول للأفضــل؟ وبعــد نجـاح مؤتمـر الأمـم المتحـدة المعنـي بتغيـر المنـاخ (COP28) فـي دولـة الإمـارات العربيـة المتحـدة، كيـف تطــور دور الصحافــة البيئيــة؟ ومــا هــي مســؤولية وســائل الإعالم فــي التحــدي الجماعــي مــع قضايــا تغيــر المنــاخ؟
 
وفـي المشـهد الإعالمـي العالمـي متزايـد التعقيـد والتنــوع، تحــدد هــذه الدراســة البحثيــة بشــكل أساسـي الحاجـة الملحـة إلـى قيـادة حاسـمة – سـواء فــي إطــار العلامــات التجاريــة الإعالميــة الفرديــة أو علـى مسـتوى مختلـف القطاعـات، ويتعيـن أن تكـون هــذه القيــادة شــجاعة وطموحــة، ومســتعدة لتبنــي التقنيـات الجديـدة، وأن تضمـن مواكبـة صناعة الإعالم لوتيــرة الابتــكار، كمــا تســتلزم القيــادة الحاســمة معالجــة القضايــا المعقــدة مثــل الحالــة البيئيــة بشــكل مباشــر، وضمــان المصداقيــة والموضوعيــة بصــورة حثيثــة، مــع إتاحــة الفرصــة أيضــًًا للجمهــور
للتعامل مع هذه القضايا وفهمــها.
 
تستكشــف هــذه الدراســة البحثيــة ثمانــي وجهــات نظــر حــول هــذه القضايــا الرئيســية، وذلــك اســتنادًًا إلـى المسـاهمات مجهولـة المصـدر وإلـى آراء مئـات المشــاركين فــي الكونغــرس العالمــي للإعالم الــذي عقــد فــي العــام الماضــي. كمــا يقــدم أربعــة آراء لأحــد كبــار المفكريــن مــن الخبــراء فــي مثــل هــذه الموضوعــات، والتــي تــم نشــرها فــي هــذا التقريــر بموافــقة تامة من المؤلفــين.

بناء مؤسسات إعلامية مرنة في عصر التضليل الإعلامي

نظمت مجموعة أدنيك بالشراكة مع وكالة أنباء الإمارات “وام” النسخة الأولى من الكونغرس العالمي للإعلام خلال الفترة من 15 إلى 17 نوفمبر 2022 م، في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة أكثر من 14,000 إعلامي وخبير واختصاصي في مجالات الإعلام المتنوعة، و 193 علامة تجارية عالمية وممثلين عن أكثر من 140 دولة.


ناقش المشاركون عدد كبير من الموضوعات الرئيسية في صناعة الإعلام وورش العمل التفاعلية والمختبرات المستقبلية للمحتويات الإعلامية، وكيف يمكن العمل سوياً لتشكيل مستقبل صناعة الإعلام؟ فمن خلال هذه الدراسة تم مناقشة وتحليل عدد من المسائل الأساسية في الإعلام مثل الذكاء الاصطناعي وتأثير التقنيات الثورية الجديدة واحتياجات الجماهير (المستهلكين) من “الجيل Z” (جيل منتصف التسعينيات إلى أواخره) والدور المتنامي للميتافيرس.

تقدم هذه الدراسة البحثية وجهات نظر مختلفة حول مجموعة من القضايا الرئيسية في صناعة الإعلام ومن بينها مرونة المؤسسات الإخبارية في عصر المعلومات المضللة، وتستند وجهات النظر المطروحة على آراء خبراء ومتخصصين شاركوا في الدورة الأولى من الكونغرس العالمي للإعلام، وكان من بينهم رؤساء تحرير ومراسلين مخضرمين ومدراء تنفيذيين لمؤسسات إعلامية عالمية وأكاديميين متمرسين في المجالات الإعلامية الصحفية والإذاعية والتلفزيونية والرقمية.